remonda المديرة العامة
عدد المساهمات : 138 الموقع : الرياض
| موضوع: القواعد القرآنية لحياة زوجية طيبة الجمعة 03 أغسطس 2012, 7:12 am | |
| القواعد القرآنيّة .. لحياة زوجيّة طيبة
" هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ "
الآية اشتملت على قاعدة ( لطيفة ) من قواعد السعادة الزوجية والحياة الطيّبة بينهما . فاشتملت على ما يجمل به ( الحس ) وتجمُل به ( النفس ) . فهي قاعدة حسيّة نفسيّة . . وفيها من المعاني :
1 - أن اللباس ( حاجة ) ضروريّة للانسان . وكذلك الرجل والمرأة - والزوجان حصوصاً - كل طرف بحاجة إلى الآخر ، ولا تكمل حياة طرف بدون الطرف الآخر . فالرجل محتاج إلى المرأة لتكون له ( سكناً ) والمرأة بحاجة إلى الرجل ليكون لها ( سنداً ) . وهذا من الجمال النفسي : ( وجود الحاجة بين الطرفين لبعضهما ) . والذي ينعكس أثره على الحسّ والسلوك . فمما يهذّب ( سلوك ) كل طرف تجاه الطرف الآخر .. استشعاره بأن له في شريكه حاجة .
2 - الخصوصيّة . فعادة اللباس أن يكون خاصّاً بصاحبه .. وهكذا العلاقة الزوجية في الإسلام هي علاقة ( خاصة ) بطرفين ( زوج وزوجة ) ، وهذا مما يميّز علاقة الزواج عن العلاقات الأخرى . فالزوجة تختص بزوجها لا تنظر إلى غيره . والزوج يختص بزوجته لا ينظر إلى غيرها ، فذلك مما يديم بينهما الودّ والحياة الطيّبة .
3 - السّتر . فجمال اللباس أن يكون ساتراً ؛ وحين لا يكون اللباس ساتراً فإنه يجلب لصاحبه العيب والمذمّة والريبة . وهكذا تجمل الحياة بين الزوجين حين تكون العلاقة بينهما علاقة ( ستر ) .. فإن كل طرف في العلاقة الزوجية ينكشف للطرف الآخر ما لا يمكن أن ينكشف به لغيره .. ولذلك يظهر لكل طرف ( سرّ ) الطرف الآخر . ولذلك من أدب العلاقة بين الزوجين أن لا يفشي أي طرف سرّ الطرف الآخر مهما كانت الظروف .. فمن الستر المطلوب بين الزوجين : - عدم التحديث بما يكون بينهما في العلاقة الخاصة . - عدم فضح كل طرف للطرف الآخر عند الآخرين في لحظة الخلاف والمشكلة أو حتى عند الطلاق .
4 - النظافة والزينة والتجمّل . فإن من أخصّ معاني اللباس وجماله أن يكون ( نظيفاً ) ( جميلاً ) طيب الرائحة . وهذا مما تقلّ العناية به عند بعض الأزواج ( رجالاً ونساءً ) حسن التنظّف والأخذ بسنن الفطرة والتجمّل وتزيّن كل طرف للطرف الآخر . النظافة والزينة والتجمّل عامل من عوامل زيادة الألفة بين الزوجين .. وإهمال ذلك يسبب النفور بينهما !
5 - الوقاية . فلا يكفي في جمال اللباس أن يكون ساتراً حتى يكون واقياً . فلباس لا يقيك الحر ولا البرد يقلل في النفس الرغبة فيه ويزهّد النفس عنه وهذا معنى لطيف يشير إليه القرآن باستخدام هذا اللفظ ( لباس ) . .. فإن من غاية مقاصد النّكاح أن ( يقي ) كل شريك شريكه من الوقوع في المحظور ، وذلك من خلال ( إشباع ) حاجته الغريزيّة والعاطفيّة . وفي هذا تأديب للزوجين أن يهتم كل زوج بهذاالمعنى . أن يُشبع كل شريك شريكه وأن لا يعجل حاجته وأن لا يكون أنانيّاً في قضاء وطره . فإن ( الأنانيّة ) لا تقي من غوائل الفتنة سيما في زمن أقرب ما تكون فيه الفتنة إلى المرء .
6 - جمال الطلب . وهذا من لطيف القرآن في هذا التعبير القرآن ( هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ ) . فإن مما يزيد المتعة واللذّة بين الزوجين - سيما في العلاقة الخاصّة بينهما - أن يكون الرجل هو الذي يبتدئ طلب المرأة . وفي هذا مراعاة لطبيعة المرأة وفطرة ( الحياء ) فيها . وطلب الرجل للمرأة يزيد في المرأة حسن ثقتها بنفسها . . ويمنحها شعوراً بالقبول . . وييد من الشعور بالودّ بينهما . . وهذاالمعنى يفهم من تقديم الله تعالى قوله ( هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ ) على قوله : ( وأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ ) .
الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح | |
|